هو، "حسن بن علي قويدر" كان مولده بمصر سنة ١٢٠٤هـ، وأصل أسرته من المغرب، استوطن أحد أفرادها "الخليل" من بلاد فلسطين، واشتهرت ذريته هناك بالمغاربة، ثم نزح منها إلى "مصر" والده "علي" في تجارة وأقام بها، ووهب المترجم فلما بلغ أشده ألحقه والده بالأزهر لطب العلم فيه، فتلقى العلوم والآداب على كبار شيوخه، وجلة أساتذه من أمثال الشاعر الناثر "الشيخ حسن العطار"، والشيخ "إبراهيم الباجوري"، فتخرج عليهم في اللغة وعلومها والأدب وفنونه، ولا سيما الأول الذي كان من أنبه الأزهريين في الأدب شأنا، وأبعدهم في فنونه صيتا، وكان "لقويدر" رغبة فطرية في الأدب، وهوى للغة وعلومها ومعرفة خفاياها، واكتناه دقائقها فبرع في ذلك وجود، وأنشأ الفصول ونظم الشعر وحرر الرسائل، ودارت بينه وبين كتاب العصر محاورات، ومراسلات وأمه الناشئون من عشاق الأدب والشعر، فأفادوا منه ونشروا فضله.
ولم يعرف أن "قويدرًا" شغل منصبا أو زوال عملا حكوميا، ويظهر أنه كان عزوفا عن الوظائف وقيودها فلم يسع لها، وربما واتته دون عناء لو انصرف لها، ولكنه كان يتجر فيما أورثه والده من المال شركة مع بعض السوريين الذين كانوا يرسلون إليه بضاعة سورية، ويرسل إليهم أخرى مصرية.
ولم تكن التجارة لتشغله عن العلم والأدب، فنال منهما حظا وافرا وأعطاهما فراغ وقته، فصنف الكتب وشرح المؤلفات.