للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رحمه الله جوادًا سخيًّا يبذل كثيرا مما يفد إليه من ربح تجارته الوارفة الظلال، كما كان عفيفا أمينا يرعى الود ويصون لسانه عن الخوض فيما يؤذي الناس، اللهم إلا إذا استفزه الدفاع عن نفسه، فإن له إذ ذاك لشأنا كما فعل مع "عاقل أفندي" في رسالة "الأغلال والسلاسل".

وقد كانت وفاته في شهر رمضان سنة ١٢٦٢هـ، فرثاه الشعراء وبكاه الأدباء، ومنهم تلميذه الشاعر المشهور "محمود صفوت الساعاتي" الذي زعموا أنه رأى قويدرًا" في منامه قبل وفاته بثلاث ليال ميتا، فانتبه قائلًا:

رحمة الله على حسن قويدر فحسب ... جملها فكان تاريخا لسنة وفاته١

٦٤٨ ١١٠٦٦ ١١٨ ٣٢٠

والساعاتي هو الذي رثاه بقوله:

بكت عيون العلا وانحطت الرتب ... ومزقت شملها من بعدك الكتب

ونكست رأسها الأقلام باكية ... على القراطيس لما ناحت الخطب

ويقول فيه أيضا:

قالوا قضى حسن المناقب فارثه ... فأجبتهم ومدامعي تتحدر

لا أستطيع رثاء من لمصابه ... أضحى لساني في فمي يتعثر

نثره:

نثر الشيخ "حسن قويدر" يجري مجرى الصنعة، ويبدو عليه أثر التعمل والتكلف، ويلتزم الجناس فلا يفلت منه، وليس بعجيب أن يكون أدبه كذلك وأن يكون طابعه الزخرف والطلاء، وقد كان ذلك أدب العصر، وطريقته الملتزمة على أنه تلميذ "الشيخ حسن العطار"، وثمرة من ثماره، وكان "العطاء" أستاذه ممن يلتزمون السجع في رسائلهم، ويولعون بالصنعة في كتابتهم، وكتاب "إنشاء العطار" على ذلك شهيد.


١ أعيان البيان للسندوبي ص١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>