للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشيخ محمد شهاب الدين المصري]

المتوفى سنة "١٢٧٤هـ-١٨٥٧م"

نشأته وحياته:

هو، "محمد" بن "إسماعيل" بن "عمر المصري" الشهير بشهاب الدين، ولد بمكة سنة ١٢١٠هـ، ثم وفد إلى القاهرة صبيا، ونشأ بها والتحق بالأزهر، فطلب العلم على شيوخه، واختصر منهم بالشيخ "حسن العطار" والشيخ "العروسي"، وكان مفطورا على حب الأدب، بارع النظر في فنونه دائم التوفر على مطالعته، ونال حظا وافرا من علوم الرياضة كالهندسة والحساب والموسيقى والألحان، وكاتب أدباء عصره، ويعمه الطلاب للاقتباس من أدبه، والانتفاع بمعارفه، وممن تخرج عليه في فقه اللغة والبيان الأديب المعروف المرحوم الشيخ "أحمد فارس الشدياق".

وقد تولى "شهاب الدين" تحرير الوقائع المصرية، فكان أحد من رفعوا شأنها، وهذبوا لغتها، حيث كان الشيخ "حسن العطار" رئيس تحريرها، فلما تولى الأخير مشيخة الأزهر، وترك رياسة التحرير أسندت إلى "شهاب الدين"، فأطلق يد الشيخ "أحمد فارس الشدياق" في إنشاء الفصول وتحبير الرسائل، وظل هو مشرفا على تحريرها حتى سنة "١٢٥٢هـ-١٨٣٦م"، ثم جعل مصححا بالمطبعة ببولاق.

وكان مداخلا للكبرار موصولا بالعظماء نديما مسامر فكها، ومحاضرا ذا نكتة بارعة وبديهة مساعفة، وحديث طلبي، وقد تسامع الناس بهذه المواهب، ونمى للخديو "عباس الأول" براعته وسعة روايته وخفة روحه فقربه وأدناه من مجلسه، وجعله صاحب أسماره وكبير ندمائه، وأباح له الدخول دون إذن عليه، وبلغ من الخطوة والمكانة ما لم يبلغ شاعر معه "إذ جعل في كل قصر من قصوره حجرة يبيت فيها الليلتين والثلاث إذا طلبه

<<  <  ج: ص:  >  >>