هو محمد قطة بن الشيخ: عبد الرحمن العدوي, نسبة إلى بني عديّ, مركز منفلوط, تعلَّمَ في الأزهر, وامتلأ من علمه, وجَدَّ في تحصيله حتى نال شهادة العالمية, فأُذِنَ له بالتدريس في الأزهر، كان ذا شهرة بالعلم, والاقتدار في علوم اللغة العربية, مولعًا بالأدب العربيّ وفنونه، وله أسلوب رصين, وإن كان مجاريًا به أدب العصر في السجع والصنعة، وله شعر في المرتبة الوسطى, كان مالكيَّ المذهب, يقبل على درسه كثير من الأزهريين؛ لتمكنه من علمه وغزاره مادته.
جلس يدرس لتلامذته "حاشية الجمل" في التفسير على كتاب الجلالين, فتعقب الجمل فيما كتبه وتتبعه بالنقض والمؤاخذة، فلما نمى الخبر إلى الجمل, وفد إلى درسه, واستمع لما يوجهه من النقد لحاشيته, فدرات بينهما مجادلة علمية، حمي وطيسها, وكانت لقطة الغلب فيها، وإذ ذاك ابتهج المالكية بانتصار قطة, وعيّروا الشافعية بانهزام الشيخ الجمل, وأصبحوا يفاخرونهم بقولهم الذي تناقتله الشفاة:"قطنا غلب جملكم" ثم عُيِّنَ مصححًا لصحيفة "الوقائع المصرية" مدةً من الزمان.
كما اختير مصححًا للكتب بمطبعة بولاق, فصحح طائفةً من الكتب القيمة في مختلف العلوم, بذل فيها أعظم الجهود لتنقيتها من الخطأ وإكمال