للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما حذف منها, وما قُدِّمَ, أو أُخِّرَ فيها. وكانت كتبه المصصحة موضع ثقة العلماء؛ لاشتهاره بالتحري في التصحيح والتدقيق في الناحية اللغوية, وتوفره على استقامة المعاني؛ فإذا وجد قلقًا في العبارة عَلّقَ عليها, وبدل ضعف العبارة قوةً, وسقم التركيب صحةً, حتى يدع الكتاب في حُلَّةٍ بهيجةٍ من الصحة والكمال, لا أثر فيها لجهل النساخ وعبث الأيدي.

كان يكتب خواتيم الكتب, ويترجم للمؤلف غالبًا, ويكتب في الخاتمة تقريظًا بأسلوبٍ مسجوعٍ على طريقة عصره, وشيئًا من شعره المتواضع، ومن ذلك عمله في "حاشية الصبان" التي تولّى تصحيحها, فقد كتب في آخرها كلمةً قرظ فيها الكتابَ فقال:

"وبالجملة, فهي كتاب لا تحصى فوائده, ولا تحصر عوائده، وذلك غنيٌّ عن البيان, فاض به العيان, كما أشرت إلى ذلك بقولي مؤرخًا عام الطبع, ملوحًا لبعض ما فيه من المزايا والنفع, وإن لم أكن من فرسان هذه الحلبة, ولا أذن معهم مثقال حبة".

كتاب نفعه جم جزيل ... وليس كمثله إلّا القليل

فكم حيران صار به هداء ... فأرشده وبان له السبيل

وكم من علة لما حباها ... فرات زلاله شفي العليل

وكم أروت موارده عطاشًا ... وكانوا بالأوار لهم غليل

وكم من بحره خرجت لآل ... وذاك البحر عذب سلسبيل

وكم عرس لخاطبها جلاها ... وكان عليه يمتنع الوصول

ومما صححه العدوي كتاب "معاهد التنصيص شرح شواهد التلخيص" وقد انتهى منه في أواخر صفر سنة ١٢٧٤هـ, ومما كتبه في آخره يقول:

"المتوسل إلى ربه بالجاه النبويّ, الفقير إلى الله تعالى محمد قطعة العدويّ, مصحح الكتب والوقائع العربية بدار الطباعة المصرية, خصّه الله تعالى بالطاعة وأيده

<<  <  ج: ص:  >  >>