الشيخ "عبد العزيز" بن الأستاذ الأكبر المرحوم "سليم البشري"، الذي ظل شيخا للأزهر مدة من الزمان، وكان من المتبحرين في فقه المالكية، وكان إخوة الشيخ عبد العزيز "علماء وطلابا في الأزهر، فاقتضت هذه البيئة الأزهرية العلمية التي تنشأ في ظلالها أن يتجه متجهها، وأن يكون أحد طلاب الأزهر فألحق به في بواكير حياته، بعد أن قضى فترة في المكتب ألم فيها بمبادئ القراءة والكتابة وأتم القرآن حفظًا، وظل يوالي دراسته في الأزهر حتى نال شهادة العالمية، ولم يكد يحصل عليها حتى طلبته وزارة المعارف، وجعلته محررا فنيا بها لما ذاع من أدبه وطار من شهرته، ثم ولي القضاء الشرعي حينا من الدهر١، واختبر في مناصب أخرى حتى أصبح وكيلا لإدارة المطبوعات، فسكرتيرا برلمانيا لوزير المعارف، ثم عين رئيس تحرير لمجلة المجمع اللغوي الملكي، وكان المرحوم "محمد جاد المولى بك" مراقبا إداريا للمجمع، فلما نقل الثاني إلى وزارة المعارف عين "البشري" بدلًا منه، وظل بهذا العمل حتى استأثر الله به في صباح الخميس الخامس والعشرين من شهر ديسمبر سنة ١٩٤٣م.
صفاته ومواهبه:
وقد نشأ رحمه الله مجبولا على حب الأدب نهما في الاطلاع، عكوفا على
١ وإذ كان قاضيا بمحكمة "إمبابة" الشرعية ندب لتدريس الأدب في الأزهر، وكان يفد إلى درسه طلبة دار العلوم من أمثال الأستاذ "صالح هاشم"، والأستاذ "عبد الوهاب حمودة"، وغيرهما.