ينحدر من سلالة مغربية، ولكنه ولد بثغر الإسكندرية سنة ١٢٦٦هـ "١٨٤٩م"، وشب بها فحفظ القرآن في أحد مكاتبها، ودرس العلوم الشرعية واللغوية بجامع "الشيخ إبراهيم باشا"، ثم ألحق بالأزهر فأتم به دراسته، وتوفر على الآداب واللغة، فتمكن منهما وأصاب حظا كبيرًا، ودبج الرسائل الأدبية ونظم الشعر، ثم عاد إلى "الإسكندرية"، ورحل إلى "تونس"، فلبث فيها بضع سنين تولى في أثنائها تحرير جريدة "الرائد التونسي"، فأكسبه مرانه، ودربه على معالجة الكتابة الصحفية والسياسية، ثم عاد إلى "مصر"، فألفى نار الثورة العرابية مشبوبة، فاتصل بالخديوي، وكان من أعوانه ومناصريه، فأوحى إليه أن يحرر جريدة "البرهان" لمنشئها "معوض فريد"، وقد كانت أسبوعية تصدر في الإسكندرية، وتعلن أنها صحيفة الخديو، وتفاخر بأنها حلت من أعتابه العليا محل القبول.
كانت الصحف المصرية تحبذ الشوى وتدعو لها، والكتاب يعضدون هذا المسلك، ويجهدون في سبيله، ولكن الشيخ "حمزة" رحمه الله دعا دعوة رجعية تنافي ما أجمع عليه الصحف في ذلك الحين، ولم يقتصر في مناصرته الخديو على تحريره جريدة "البرهان"، بل أصدر جريدة "الاعتدال" عام الثورة العرابية ذيادا عن العرش، وكثيرًا ما كان يخطب معاضدا هذه السياسة.
وفي سنة ١٨٨٦م ندبته الحكومة المصرية لتمثيلها في المؤتمر العلمي الشرقي الذي عقد في "فينا"، كما ندبته مرة أخرى لتمثيلها في مؤتمر العلوم الشرقية الذي اجتمع في "استكهلم" سنة ١٨٨٩.