النواب، والمستشار القضائي لوزارة الأوقاف، ووكالة الجمعية الخيرية الإسلامية التي شادها الإمام ودعمها "سعد"، و"قاسم أمين"، و"حسن عاصم".
ولما شبت الثورة العرابية كان من أنصارها الثائرين وخطبائها الفحول، وقد حكم عليه بالنفي إلى النيل الأبيض ليقضي بقية عمره هناك، ولكن بعضهم شفع له لدى الخديو "توفيق"، فعفا عنه بعد أن ظل في السجن بضعة أشهر.
ومن ثم انضم إلى طائفة اتخذت المحاماة مهنة لها فظل يمارسها، ويدوي صوته ويذيع صيته من براعته النادرة، وقوته التي لم تتح إلا لقليل من المحامين، وفي سنة ١٩٣٦م انتخب لعضوية مجلس النواب عن دائرة "ثكلا العنب"، ثم انتخب نقيبا للمحامين سنة ١٩٣٨م.
ولما ألف الوفد المصري برياسة "سعد زغلول" كان "الهلباوي" أحد السياسيين البارزين، ثم لم يلبث أن اختلف مع "سعد"، والتأم مع حزب الأحرار الدستوريين، وكان يخطب في ناديه في مناسبات مختلفة.
صفاته وأخلاقه:
كان رحمه الله طويلا فارع الطول، وعظيم الهامة، قوي الجسم، مفتول العضل، أبيض الوجه في حمرة، عنيدًا أيلج في عناده، ويسرف في خصومته ولا يبالي بمن يخاصمه، وكان سديد العقل حاضر البديهة، قوي الذاكرة حتى إنه ليقض عليك جلائل الأعمال، وتوافهها من سنين تقضت دون أن ينسى واقعه، أو يحرف في حادثة.
و"الهلباوي" محدث نادر عاصر أحداثا جساما، وصاحب محنا سياسية كان وثيق الصلة بها، فهو يحدثك عنها حديث مكابد، ويرويها رواية خبير مشاهد، فكأنه رهط مجتمع من الرواة والثقافة، وكنت تستمع إلى حديثه