للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو نظارة ١٧٨٨م:

كان لوجود الأفغانيّ بمصر أثر بليغ في إنارة الفكر وإثارة العزم، وإيقاظ الهمم، ولم يقتصر على محاضراته الفكرية, بل كان يوجه الأدباء والمفكرين والمصلحين إلى كل ما ينهض بالأمة والشعوب الإسلامية، فاستيقظت مشاهر، وتنبهت عقول، وخفَّ حجاب الغفلة في أطرافٍ متعددةٍ من البلاد, خصوصًا القاهرة١.

وكان له على الصحف العربية في مصر فضلٌ عظيمٌ, فقد اقترح على "أديب إسحاق" إنشاء "جريدة مصر" في القاهرة٢.

وسعى في إخراج "مرآة الشرق" لصاحبها "سليم عنحوري" وتوسط لصاحبها حتى منح الترخيص بها، وكانت له المقالات الرائعة الثائرة, ومن أعنفها المقالات التي حمل فيها على الإنجليز, فقد كانوا يخشونها وتُعْنَى صحفهم بنقلها.

وأوصى الأفعانيُّ كلًّا من الإمام, وإبراهيم اللقاني, أن ينهضا بصحيفة "التجارة" لصحابها "أديب إسحاق قد تبجا بها المقالات, وأعاناها بالفكر والأدب والتوجيه، وأوصى الأفغانيّ أيضًا الإمام, أن يعاون "مرآة الشرق" فحرر بها كثيرًا من مقالاته, كما فعل مثل ذلك الشيخ علي يوسف, وقد كانت هذه الصحيفة لسان الحزب الوطنيّ في نهاية عصر إسماعيل.

وتغير أسلوب الصحف فجأةً في عهد إسماعيل, فأصبح لاذعًا متطرفًا ينقم على الخديو وحكومته، وكان يمثل هذا النوع من الصحف في نشأته يهوديّ


١ الأستاذ الإمام, ج١ ص٣٧ من تاريخ الإمام للسيد رشيد.
٢ تراجم مشاهير الشرق, ج٢ ص٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>