للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما ظهرت وأحدثت في البلاد الإسلامية ضجةً عنيفةً ودويًّا هائلًا لم يطق الإنلجيز صبرًا عليهما, فمنعوها من دخول الهند, وانعقد مجلس النظارة المصريّ في القاهرة, ثم أصدر قراره إلى نظارة الداخلية المصرية قاضيًا بأن تشتد في منع هذه الجريدة من دخول الأقطار المصرية, وتراقب جولاتها في تلك الديار١.

وبعد أن نشرت الجريدة صورة الأمر, أعلنت أن كلَّ مَنْ تُوجَدُ عنده العروة الوثقى يغرم مبلغًا من خسمة جنيهات مصرية إلى خمسة وعشرين جنيهًا٢.

وتسخر "العروة الوثقى" من هذا القرار, وتعده ضريبةً فرضت على المصرين ببركة تصرف الإنجليز في مصر.

وقد وصف السيد رشيد رضا هذه الجريدة في النفوس فقال:

"كان كل عدد منها كسلك من الكهرباء اتصل بي, فأحدث في نفسي من الهزة والانفعال والحرارة والاشتغال ما قذف بي من طور إلى طور, ومن حالٍ إلى حال, وإنما كان الأثر الأعظم لتلك المقالات الإصلاحية الإسلامية, ويليه تاثير المقالات السياسية في المسألة المصرية, والذي علمته من نفسي بالخبر ومن غيري بالخبر, ومن التاريخ, أنه لم يوجد لكلام عربيّ في هذا العصر, ولا في قرونٍ قبله بعض ما كان لها من إصابة موقع الوجدان من القلب, والإقناع من العقل, ولاحد لهذا".

وقال: "سمعت أستاذنا الشيخ: حسينًا الجسر, عالم سورية الوحيد في الجمع بين العلوم الإسلامية ومعرفة حالة العصر السياسية والمدنية يقول: "ما كان أحدٌ أن يشك في أن جريدة العروة الوثقى ستحدث انقلابًا في العالم


١ تاريخ الإمام ج ص٣٠١.
٢ العروة الوثقى في ٢٢ من مارس سنة ١٨٨٤م.

<<  <  ج: ص:  >  >>