للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيحيين إساءات لا لبس فيها ولا إيهام١؛ إذ نشرت مقالًا بعنوان: "يضرمون نار التعصب وينكرون".

ثم إن صحف الاحتلال تذكر ما تنشره "المقياس" من نثر وشعر تدعو فيه إلى أن يسل المسلمون سيوفهم, ويقتلون الكافرين لأنهم زلزلوا صروح دين المسلمين.

وقد حكى صاحب "مرآة العصر" أن قناصل الدول قرروا مرةً مخاطبة رئيس مجلس النظار, دولة رياض باشا في هذا الشأن، فأجابهم بما ينفي الريب, ثم حَدَثَ أن الحكومة أعادت إنشاء قلم المطبوعات في نظارة الداخلية مرةً ثانيةً, تحت رياسة أحد الأجانب, فكان يتعقب "المؤيد" في كل ما يصدر منه, ويناقش صاحبه الحساب على كل سطر يكتبه فيه.

وهناك عامل آخر غير الاستجابة لرغبات الاحتلال حمل "المقطم" ونظرئرها على مناهضة "المؤيد" والكيد له, وذلك هو حسدها على ما بلغته من مكانة, وما توالى لها من مجدٍ وشهرةٍ, ولعل مما يؤيد ذلك موقف "المقطم" من صاحب "المؤيد" في قضية الزوجية المشهورة, التي شغلت المجتمع المصريّ ردحًا من الزمن, وكانت مادةً خصبة للصحف والمجامع, وذلك أن الشيخ عليًّا يوسف, أراد أن يتزوج ابنة السيد عبد الخالق, شيخ السادات الوفائية, ورات هي هذا الرأي معه, وانعقد عزمهما على إتمام الزواج دون علم شيخ السادات الذي عارض الفكرة أشد المعارضة, ورأى الصحفي غير كفء لابنته؛ لأنه دونها حسبًا ونسبًا، وتَمَّ العقد كما يقضي بذلك الشرع, ولكن والد العروس أصر على إبائه, وثار على الواقع, فأقام الدعوى في المحكمة الشرعية؛ ليحال بين ابنته وزوجها؛ ولأنه يمتهن مهنةً لا يكرم بها صاحبها.

كان لهذه القضية ضجةً في الصحف شغلت الأذهان, وكان للدفاع فيها حظ


١ المقياس, العدد العاشر من سنة ١٩٨٥م.

<<  <  ج: ص:  >  >>