للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتخداني سنة ١٢٦٧هـ على حين أنه يتردد لطلب العلم في الأزهر مغتنما ساعات فراغه قبل ذهابه إلى الديوان وبعد عودته منه، ثم انتقل من هذا الديوان إلى "المحافظة"، فالداخلية بوظيفة مترجم، ثم التحق بالمعيو الخديوية في حكومة "سعيد باشا"، وظل يعمل بالقلم التركي تارة، ويشتغل بالعلم تارة أخرى إلى أن توفي سعيد باشا سنة ١٢٧٩هـ، ولما خلفه إسماعيل باشا رحل معه إلى "الآستانة"، وعاد معه واستمر في معيته، وسافر إلى إسلامبول مرارًا للاضطلاع بالكتابة مع "الحرم الخديو" "والجناب الخديو"، وبعض شئون أخرى١، ونال الرتبة الثانية بلقب "بك" سنة ١٢٨٢هـ، وفي سنة ١٢٨٤ قلده الخديو ملاحظة الدروس الشرقية، وهي العربية والفارسية والتركية بمعية أنجاله "محمود توفيق باشا"، "والبرنس حسين باشا"، فأشرف على تربيتهما، وكان أحيانا يباشر التعليم بنفسه، وأحيانا يقوم بمراقبة غيره من المعلمين، ومراقبة إلقاء الدروس، وتقويم طريقة التعليم، ولم يزل كذلك إلى أن رقى "توفيق باشا" إلى رتبة "الوزراء والعشيرية"، وتوجه إلى دار الخلافة العلية لإسداء الشكر فصحبه في رحلته، ولما عاد مصر نقل إلى ديوان المالية سنة ١٢٨٦هـ، فأقام أياما بغير عمل، ثم عهد إليه النظر في أمر الكتب التي كانت للحكومة في ديوان المحافظة وإبداء رأيه فيها، فلبث زمنا يتردد على الديوان وينظر فيها، ثم قدم تقريرًا مفصلا أبان فيه رأيه في هذه الكتب، وذكر أن بقاءها على حالتها لا يفي بالغرض من حفظها، ولا يمكن من الانتفاع بها، وأشار بأن تجعل في وضع يمكن معه انتفاع الناس بها، واقترح إحالتها على ديوان المدارس لتودع في المكتبة التي كان يقوم بإنشائها، "سعادة علي باشا مبارك" ناظر المعارف إذ ذاك على سعة لا تضيف بهذه الكتب وأمثالها، وقد نفذ ما قرره، وبذلك استنفدت تلك الكتب النفيسة من التلف، والإهمال، وكشفت عنها حجب الخفاء، والإغفال ورفعت إلى منصات الظهور، وحسن النظام ورتبت ترتيبا حسنا في المكتبة المذكورة


١ جزء ٢ خطط ص٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>