للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أواخر داسته بالأزهر، وفد إلى مصر "السيد جمال الدين الأفغاني"، فوصل بينهما "الشيخ محمد عبده"، وأكد ودهما فتلقى "الشيخ عبد الكريم" عن الأفغاني ما كان ينشده بمصر من العلوم، ودرب فيمن دربهم على الكتابة ومعالجة الشئون، ومنذ ذلك الحين شرع يكتب في الصحف، ويتناول النواحي الوطنية، والخلقية والاجتماعية، وذاع اسمه بين الكتاب النابهين، وكان قلمه يدر عليه اليسر والرغد، ونال شهادة العالمية من الدرجة الأولى في سنة ١٣١٥ هجرية.

أعماله:

اتجهت رغبة المرحوم "رياض باشا"، وكان ناظر النظار إلى إصلاح جريدة الوقائع المصرية، فقلب بصره باحثا عن نحارير الكتاب، وجهابذتهم فاختاره فيمن اختارهم لتحريرها "كسعد زغلول"، و"سيد وفا"، وغيرهما تحت رئاسة الشيخ "محمد عبده" سنة ١٨٨٠م، وكان "رياض باشا" قد اهتدى إليه بمقال كتبه قبل ذلك تناول فيه بالنقد بعض أعمال الحكومة، فدعاه على أثر ذلك، وخيره بين الكف عن الكتابة والتزام قربته، فآثر الثانية، ثم دعاه منها لهذا العمل، فكان أحد الذين سموا بلغة الوقائع، ونهضوا بتحريرها، وخلصوها مما كانت ترسف في أغلاله من السجع المرذول، والصناعة المستكرهة.

ولما حوكم "الشيخ محمد عبده" عقب الثورة العرابية، وقضى بنفيه إلى "الشام" حل "الشيخ عبد الكريم" محله في رئاسة الوقائع، وظل بها إلى أواخر سنة ١٨٩٧، وهي السنة التي ألغي فيها القسم الأدبي من الوقائع، فعادت إلى ما كانت عليه صحيفة أوامر وقوانين.

ثم عين في أول يناير سنة ١٨٩٨م عضوا بالمحكمة الشرعية العليا، وقد حصل على شهادة العالمية في فقه الأحناف؛ لأنه نشأ شافعي المذهب، ولا يتقلد

<<  <  ج: ص:  >  >>