مصر -وحسبنا في هذا الموقف الدقيق أن نتمثل بقول الشاعر العربي:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فلنصبر ولننتظر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا
ومما كتبه للرد على مبيحي ترجمة القرآن الكريم
وحدثونا أيها القوم بما تعملون، لماذا نجد من بين الدعاة إلى تعميم نشر الترجمة الإنجليزية للقرآن الكريم في مختلف الجهات من أقاموا السنين الطوال، وهم ينشرون دعوتهم هذه مستعينين بكبار المتضلعين من اللغتين العربية والإنجليزية. ولا يزال هؤلاء على طول عهدهم بالإسلام يؤدون الصلاة المفروضة بالقرآن الإنكليزي الذي يلحون في الدعوة إلى تعميم نشره، ولو شاءوا لتعلموا من القرآن العربي المبين ما لا تصلح الصلاة بدونه، وهو لا يتجاوز فاتحة الكتاب، وأقصر سورة من سوره كما تعلموا من اللغة العربية العامية ما ليس لهم من تعلمه بد في مختلف الأحاديث، فهؤلاء وأمثالهم يعتبرون من القادرين على القراءة بالعربية لا من العاجزين عنها، فإن الامتناع عن التعلم لا يسمى عجزا. ولذلك فإنا نحكم حكما قاطعا ببطلان كل صلاة صلوها بهذا القرآن الإنكليزي، وهم قادرون على تعلم ما لا تصح الصلاة بدونه من القرآن بنظمه العربي.
لا خلاف بين الأئمة المجتهدين في بطلان القرآن بغير العربية، وهم قادرون على أن يتعلموا منه بالعربية ما لا تصح الصلاة بدونه.
الله يشهد أننا فيما كتبنا لم نذهب إلى أن "نضيق على الناس سبيل تفهم أصول الدين"، كما يقولون، وكان حقا عليهم أن يعرفوا ما بين الترجمة والتفسير من الفروق المعقولة حتى يعلموا أن أئمة الإسلام الذين أجمعوا على تحريم ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأعجمية، لم يختلفوا في جواز تفسيره اللغات الأعجمية، كما أجازوا تفسيره باللغة العربية.