وللبشري أيضا كتاب "القطوف"، وهو مجموع مقالاته التي نشرها في الصحف، وألقاها في الإذاعة مما لم يطبع قبل، والقطوف لا يزال غير مطبوع.
نماذج من أدبه:
مما أذاعه عن "الراديو" المذياع كما يصفه أعرابي قادم من البادية.
وأقل على صاحبي يعرف لي الرجل قال: إنه من إحدى بوادي نجد، وهو يتنخس في الدواب١ على أنه لم تهيأ له رؤية الحضر من قبل بل لقد كان يرسل على إبله وخيله إلى مصر، وغير مصر ولده وبعض معشره، ثم بدا له أن يفد معهم هذا العام ليشهد عيش الحضر قبل أن يدركه الأجل، ووافق مقدمه حاجتي إلى بعض الجياد، وسألته أن يقيم عندي ما أقام في مصر لما رأيت من ظرفه، وخفة روحه، ولطف حديثه، وحسن بديهته.
ولقد بعثت "الراديو" ذات عشية في حضرته فارتاع رشده، وذهب الرعب بلبه كل مذهب، ثم اطمأن صاحبي فترة قصيرة، وقال: وعلى الشيخ عدلان أن يقص بقبة الحديث، والتفت إلي الرجل وسأله أن يتكلم فتعذر، وتمنع فعزم عليه ألا تكلم، فأكرم الضيف وأومأ إلي.
تنحنح الرجل وسعل سعالا رقيقا، ثم أنشأ يتحدث في لهجة بدوية كثيرا ما كان يلتوي علي فيها اللفظ، فيسويه لي بعض من حضر.
سيداتي سادتي:
الآن أنقل إليكم حديث ذلكم الأعرابي بعد أن علقته، وقيدته بقدر ما واتاني الجهد، فإن كنت قد عالجته بعض العلاج ففي شيء من الصياغة بتقويم