٢ مما يقوله في ذلك: "ومن أغرب ما رأيته في ذلك المكان, أن بعض المتقيدين لذلك أخذ زجاجةً من الزجاجات الموضوع فيها بعض المياه المستخرجة, فصب منها شيئًا في كأس, ثم صبَّ عليها شيئًا من زجاجة أخرى, فعلا الماءان, وصعد دخان ملون حتى انقطع, وجفَّ ما في الكأس, وصار حجرًا أصفر, فقلبه على البرجات حجرًا يابسًا أخذناه بأيدينا ونظرناه. فعل كذلك بمياهٍ أخرى, فجمد حجرًا أزرق, وبأخرى فجمد حجرًا أحمر ياقوتيًّا, وأخذ مرةً شيئًا قليلًا جدًّا من غبار أبيض, ووضعه على السندال وضربه بالمطرقة بلطف, فخرج له صوت هائل كصوت القرابانة, انزعجنا منه, فضحكوا منا, وأخذ مرةً زجاجةً فارغةً مستطيلةً في مقدار الشبر, ضيقة الفم, فغمسها في ماء قراح, موضوع في صندوق من الخشب, مصفح الداخل بالرصاص, وأدخل معها أخرى على غير هيئتها, وأدخلهما في الماء, وأصعدهما بحركةٍ, انحبس بها الهواء في إحداهما, وأتى آخر بفتيلة مشتعلة, وأبرز ذلك في فم الزجاجة من الماء, وقرب الآخر الشعلة إليها في الحال, فخرج ما فيها من الهواء المحبوس, وفرقع بصوت هائل أيضًا.