للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو شئت حكمت القوافي بيننا ... بماضي شباة القول فيهم مصمم١

ولكنني أنهى اللسان عن الخنا ... وألوي عنان الأعوجي المقوم٢

سأضرب صفح القول عنهم نزاهة ... وأطويه طي الأتحمي المسهم٣

وهذا مذهب فيه تقية وتورع وصون "للسان عن الهجر، والإفحاش حتى لو رام هجر القول لأباه فمه على رغم أن القوافي ماضية كالسيف".

"وعبد الله فكري" أيضا يضرب أبلغ الأمثال في صون قريضه عن مدح من لا يجدر بمدحه، وهو بمثل مذهب العلماء الشعراء في التسامي بشعرهم عن مدح من هان شأنه من الناس، والضن بالإطراء على غير من هو أهل لإطرائه، فهو يقول:

ولذت بأعطاف القريض وطالما ... رميت ذراة بالقلا والتجهم

ولكنني أرويه عن غير أهله ... وأهديه مدحا للخديو المعظم

كما يمثل مذهبهم أيضا في صدق الشعر، والنأي به عن الكذب والنفاق، وقصره

على ما الحب داع من دواعيه:

فخر القصائد أني لست أنظمها ... إلا وللحب داع من وداعيها


١ شباة كل شيء حده، والجمع شبا وشبوات. صمم في الآمر تصميما مضى كمصمصم، وعض ونهب والسيف أصاب المقصل، وقطعه أو طبق.
٢ "الأعوج السيء الخلق"، وبلا لام فرس لبني هلال تنسب إليه الأعوجيات.
٣ الأتحمي -برد معرف- المسهم لمعظم البرد المخطط.

<<  <  ج: ص:  >  >>