ومن الإنصاف أن نقرر أن العامية قد تتسرب إلى شعرهم، والخطأ في النحو الصرف قد يجري على ألسنتهم، ولكن ذلك في قلة وندرة، فأما العامية في شعرهم فكما جاء في شعر السيد علي درويش، إذ يجمع "سقف" على "سقفان" في قوله في مسجد:
إذا سجدت حيطانه فهي ركع ... وتسمع تسبيح الحصا منه سقفان
وكإطلاقه لفظ "برادن" على من أصابه البرد، وذلك إذ يقول:
بردان لا نفع "للبردان" عندهما ... وجبة البرد تكسو كل عريان
فكلمة بردان عامية والفصيح بارد وبرد وبرود.
ومن العامية في شعرهم قول الشيخ محمد شهاب الدين:
وتفضل بجبر خاطر من هم ... أتقنوا صنعه وخذ منه شيا
ويقول السيد علي درويش:
ولا عجب إذا كان المربي ... مربي الروح بالعقل المصان
فهو يخطئ في مجيء اسم المفعول من صانه على مصان بدلا من مصون.
ويخطئ كذلك إذ يستعمل الفعل أحرمه من كذا بدلا من حرمه، وهو الفصيح ولا يقال: حرمه من كذا بل حرمه كذا، وذلك حيث يقول.