وكثيرًا ما كان الفرنسيون يذيعون كلما اقتضى الحال باسم العلماء نداءًا ومنشوراتٍ لتهدأ بها العواصف وتسكن الفتن، ومن ذلك ما كُتِبَ في شهر جمادى الآخر سنة ١٢١٣هـ, ووزع في مختلف الأمكنة "نصيحةً من كافة علماء الإسلام بمصر المحروسة, نعوذ بالله من الفتن, ما ظهر منها وما بطن, عليكم ألّا تحركوا الفتن، ولا تطيعوا المفسدين, ولا تسمعوا كلام المنافقين، ولا تتبعوا الشرار, ولا تكونوا من الخاسرين, سفهاء العقول الذين لا يقرؤون العواقب؛ لأجل أن تحفظوا أوطانكم, وتطمئنوا على عيالكم ودنياكم، فإن الله -سبحانه وتعالى- يولى ملكه من يشاء, ويحكم ما يريد، ونخبركم أن كل من تسبب في تحريك هذه الفتنة قتلوا عن آخرهم, وأراح الله منهم العباد والبلاد، ونصيحتنا لكم: ألا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة, واشغلوا بأسباب معايشكم وأمور دينكم، وادفعوا الخراج الذي عليكم، والدين النصيحة, والسلام"١.
وكثير من أمثال هذه النداءات كان الفرنسيون يذيعونها باسم علماء الأزهر, كما كانوا يذيعون ما يتخذ في الديوان من قراراتٍ يراها أعضاؤه, فتكون سببًا في إسكان الفتن والقلاقل.