للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المهد للجفون اكتحالًا ... ودعى عنك في الدياجي المناما

واسكبي الدمع خفية وجهارا ... واستحلي من البكاء الحراما

واقرئي في صحيفة الدهر سطرا ... نمقته يد القضا فاستقاما

واكتبي ما جنته أيدي المنايا ... حيث لم تبق للأنام إماما

فهذه من أصدق المرثيات، وأرقها وأخصبها معنى وأحلفها تصويرا للجزع والأسى، ولم يكن الشاعر منصرفا فيها إلى الطلاء اللفظي اللهم إلا ما يكلف به من الجناس في مطالع قصائده، فإنه أوقع الجناس المتكلف بين "الدوامي" و"دواما" و"الكرام" و"ركاما"، ولكنه لم يستنفد جمال الأبيات، ولم يذهب بروعتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>