للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما شاع المدح به، وما ألف نظم الإطراء فيه، وهي وإن كانت أقرب إلى التوجيد في نظمها، وصوغها لا تحمل من روعة الشعر، والطابع الشخصي ما يسمو بصاحبها إلى مصاف المجيدين.

ومما قاله في ليلة عرس:

لله ليلات أنس عن سنا سفرت ... وبالمراد إلى أسمى حمى وصلت

كأنها ليلة القدر التي نزلت ... فيها الملائك والدنيا بها ابتهجت

سرت بحسن صفاها مصر وازدهرت ... يا طيب عين بمرآها قد اكتحلت

فما رأى مثلها الرائي فقد شرفت ... في خير دار بها الأفراح قد رسمت

دار بسدتها الأمجاد واردة ... مثل الظماء فكم علت وكم نهلت

إن شئت قل جنة أو جنة وجنى ... فيها الغياث وفيها الغيث مذ نبتت

نعم سويداك أو سود العيون بما ... يروح الفكر فاللذات قد حضرت

وارع المثاني وراع العنب ليب بها ... فيوسف الحسن أعطاها الذي طلبت

إلى أن يقول:

ولا أصرح بالداعي ولي أمل ... يشيده من حلى أوصافه كملت

فاهنأ فهذا القران السعد أرخه ... شمس البهاء بمحمود الصفا اقترنت

........................... ... ٤٠٠ ٣٩ ١٠٠ ٢٠٢ ١١٥١

سنة ١٨٩٢م.

فهذه مظاهر للحسن والسرور والأنس، والبهجة حشدها الشاعر حشدا ونظمها بصورة تقليدية لا أرى فهيا روحا للشعر العذب الرائع على أنه عنى فيها بالزخرف والطلاء، فأشار إلى الاقتباس في "ليلة القدر" التي نزلت فيها الملائك، وجنس بين "جنة" و"جنى" و"الغياث" و"الغيث"، و"سويداك" و"سواد العيون" و"ارع" و"راع"، وبذل لذلك شيئا من جهده وطلبه، ثم ختم أبياته بالتاريخ الذي فتن به معاصروه والسابقون عليهم، وحرص

<<  <  ج: ص:  >  >>