للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتمَّ ثلاثةٌ منهم تعلمهم, وهم: الشيخ: أحمد العطار, الذي أرسل لتعلم العلوم الميكانيكة, والشيخ: رفاعة رافع, الذي اختير إمامًا للبعث, ولكنه عاد ملء إهابه ثقافةً غربيةً, فكان أستاذ الترجمة والتأليف, ووجَّه النهضة إلى أنجح غاياتها, ودرس الحياة الفرنسية وحدّثَ عنها في "تخليص الإبريز" مع تجويده الفرنسية والتمكن فيها، وثالثهم الشيخ: محمد الدشطوطي, المرسل لتعلم الطب والجراحة والتشريح والعلوم الطبيعية والصحية, يقول الأمير: "ولعله هو الدكتور محمد نافع, الذي نوّه به الدكتور كلوت بك في كتابه "نظرة عامة حول مصر".

وأما الأزهريان اللذان عادا إلى مصر فهما الشيخ: محمد الرقيق, والشيخ: العلوي, أو الشيخ: أحمد عليوه، وعلى ذكر الشيخ: أحمد العطار, نقول: إن "كلوت بك" لم يذكر عن أحد من أعضاء البعث أنه كان يتعلم هذا الفن, فهو إمّا أن يكون قد حوّل إلى تعلم فنٍ آخر, وهو الغالب, ورجحه الأمير في كتابه, وإما أن يكون "كلوت بك" قد غفل عن ذكر هذا الفن "ولم يذكر من كان يتعلمه" وأيًّا ما كان, فإن الشيخ: أحمد العطار, أتمَّ علومه بفرنسا, وبقي بها من سنة ١٨٢٦ إلى أوائل ١٨٢٩م, وإذن فمن غير الممكن أن يكون أحد المخفقين من أعضاء هذا البعث.

وقد ذكر "كلوت بك" أن سبعين مبعوثًا ألحقوا بسابقيهم في فتراتٍ كانت نهايتهاسنة ١٨٣٣م, وفيهم كثرة من الأزهريين, وقد كان لهذه البعثة دويٌّ في عالم الأدب في أوربة, ولا سيما في باريس, دلت على عُلُوِّ همة "محمد علي" وشدة رغبته في إصلاح وادي النيل١.

وعُنِيَ بعض المصورين بتصوير أفراد هذا البعث بمظهرهم الطريف, وأزيائهم الشرقية, وعمائمهم العربية, وطبع آخرون نسخًا من تلك الصور تهافتت عليها الناس, وهي قليلة عزيزة الوجود.


١ تاريخ أدب اللغة العربية لجورجي زيدان بك ج٤ ص٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>