معاوية أخاه عبد العزيز «٣٣٤» فبنى مدينة دبيل وحصنها وكبر مسجدها، وبنى مدينة النشوى ورم مدينة برذعة، ويقال: انه جدد بناءها وأحكم حصن الفارقين حولها وجدد بناء مدينة البيلقان، وكانت هذه المدن متشعثة مستهدمة ويقال: ان الذي جدد بناء برذعة محمد بن مروان في أيام عبد الملك ابن مروان.
ولما كانت فتنة ابن الزبير انقضت «٣٣٥» أرمينية وخالف أحرارها واتباعهم، فلما ولي محمد بن مروان لاخيه عبد الملك ظفر بهم فقتل وسبى وغلب على البلاد، ثم وعد من بقى منهم أن يفرض لهم في الشرف «٣٣٦» وجمعهم لذلك في كنائس من عمل خلاط فاغلقها عليهم ووكل بأبوابها ثم حرقهم فيها، وولى سليمان بن عبد الملك أرمينية عدي بن عدي ابن عميرة الكندي، وكان عدي بن عميرة ممن نزل الرقة مفارقا لعلي ابن أبي طالب (رحمه الله) ثم أقره عليها عمر بن عبد العزيز، وهو صاحب نهر عدى بالبيلقات. ثم يزيد بن عبد الملك، معلق بن صفار البهراني، ثم عزله وولي الحارث بن عمرو الطائي، وولى الجراح بن عبد الله الحكمي، فنزل برذعة فرفع اليه اختلاف المكاييل بها وموازينها فأقامها على العدل والوفاء واتخذ، مكيالا يدعى الجراحي فأهلها الى اليوم يتعاملون به.
ثم عبر الكر وسار حتى قطع النهر المعروف بالسمور وغزا بلاد الخزر فقتل منهم مقتلة عظيمة، وقاتل أهل بلاد حمزين ثم صالحهم على أن ينقلهم الى رستاق خيزان، وجعل لهم منه قريتين وأوقع بأهل غوميك وسبى منهم، ثم قفل فنزل شكى، وشتى «٣٣٧» جنده ببردغة، والبيلقان وجاشت الجزر