وعبرت الرس فحاربهم في صحراء ورثان ثم انحازوا الى ناحية أردبيل فواقعهم على أربعة فراسخ منها مما يلي أرمينية فأقتتلوا ثلاثة أيام فأصيب ومن كان معه فسمى ذلك النهر نهر الجراح ونسب جسر كان عليه الى الجراح أيضا. ثم ان هشام بن عبد الملك ولى مسلمة أخاه أرمينية وانفذ على مقدمته سعيد بن عمرو بن أسود الجرشي ومعه أسحق بن مسلم العقيلي وأخوته، [و]«٣٣٨» جعونه بن الحارث العامري، وذفافة، وخالد ابنا عمير بن الحباب السّلمي، والفرات بن سلمان الباهلي، والوليد بن القعقاع العبسي فواقع الخزر وقد حاصروا ورثان فكشفهم عنها فأتوا ميمذ من عمل أذربيجان، فلما تهيأ لقتالهم أتاه كتاب مسلمة يلومه على قتال الخزر قبل قدومه، ويعلمه انه قد ولى أمر عسكره عبد الملك بن مسلم العقيلي، فلما سلم العسكر أخذه رسول مسلمة فقيده وحمله الى برذعة، وانصرف الخزر فاتبعهم مسلمة وكتب بذلك الى هشام فكتب اليه:-
أتتركهم بميمذ قد تراهم ... وتطلبهم بمنقطع التراب
وأمره باخراج الجرشي من السجن، وصالح مسلمة أهل خيزان وأمره بحصنها فهدم واتخذ بها ضياعا تدعى في هذا الوقت حوز خيزان، وسالمه ملوك الجبل [وصار اليه شروانشاه، وليرانشاه، وطبرانشاه، وفيلانشاه وجرشانشاه]«٣٣٩» وصار اليه صاحب مسقط وصمد لمدينة الباب، ففتحها وكان في قلعتها ألف أهل بيت من الخزر فحاصرهم ورماهم بالحجارة، ثم بحديد اتخذه على هيئة الحجارة فلم ينتفع بذلك، فعمد الى العين التي كان انوشروان أجرى منها الماء الى صهريجهم، فذبح الغنم والبقر وألقى