الفروث والحلتيت فيها، فلم يلبث ماؤهم الا ليلة حتى دود وأنتن وفسد، فلما جن عليهم الليل هربوا وأخلوا القلعة وأسكن مسلمة مدينة الباب والابواب أربعة وعشرين ألفا من أهل الشام على العطاء، فأهل الباب الى اليوم لا يدعون عاملا «٣٤٠» يدخل الا ومعه مال يفرقه فيهم.
ثم ولى هشام بعد مسلمة، سعيدا الجرشي فأقام بالثغر سنتين، ثم ولاه مروان بن محمد فنزل كسال وهو بنى مدينتها من برذعة على أربعين فرسخا ومن تفليس على عشرين فرسخا. ثم دخل أرض الخزر مما يلي باب اللان وأدخلها أسيد بن زافر السلمي، أبا يزيد معه ملوك الجبال من ناحية الباب والابواب. فأغار مروان على صقالبة كانوا بأرض الخزر فسبى منهم عشرين ألف أهل بيت فأسكنهم خاخيط ثم انهم قتلوا أميرهم وهربوا فلحقهم وقتلهم.
ولما بلغ عظيم الخزر كثرة من وطئ به مروان بلاده من الرجال وما هم عليه من النجدة والبأس نخب ذلك قلبه وملاءه رعبا، فلما دنا منه مروان أرسل اليه رسولا يدعوه الى الاسلام، أو الحرب، فقبل الاسلام، وسأل ان يوجه اليه بمن يأخذه عليه، فلما فعل مروان ما سأله من ذلك ليظهر الاسلام، وو أدع مروان على ان أقره على مملكته، وسار مروان نحوه بخلق كثير من الخزر، فأنزلهم ما بين السمور والشابران في سهل أرض اللكز. ثم ان مروان دخل أرض ملك السرير فأوقع بأهلها، وفتح قلاعا فيها ودان له ملك السرير واطاعه وصالحه على ألف راس وخمسمائة جارية سود الشعور والحواجب واشفار العيون في كل سنة، وعلى مائة ألف مدى تصب «٣٤١» في اهراء الباب والابواب، وأخذ منه بذلك الرهن. وصالح مروان توامان على مائة راس وخمسين غلاما، وخمسين