حينئذ بألف درهم فقيل له ويحك أرخصتها، فقال: ما كنت أظن ان عددا يكون أكثر من عشر مائة، قالوا: وبعث خالد بن الوليد بشير بن سعد، أبا النعمان بن بشير الانصاري الى بانقيا فلقيته خيل الاعاجم عليها، فرخبنداذ، فرشقوا من معه بالسهام وحمل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ، ثم انصرف بشير وبه جراحه انتفضت وهو بعين التمر فمات منها. ثم أتى بصبهري بن صلوبا صاحب بانقيا، خالد بن الوليد فاعتذر من القتال وعرض الصلح فصالحه على ألف درهم، وطيلسان، وكتب له كتابا ووجه الى أبي بكر بالطيلسان، والالف الدرهم مع مال الحيرة.
وسار خالد الى الانبار فتحصن أهلها ثم أتاه من دله على سوق بغداد وهي سوق كانت تعرف بالعتيقة تقام عند قرن الصراة فبعث خالد المثنى بن حارثة، فأغار عليها فملأ المسلمون أيديهم من الصفراء، والبيضاء، وما خف محمله من المتاع ثم باتوا بالسيلحين وأتوا الانبار، وخالد بها فحصروا أهلها وحرقوا في نواحيها، وانما سميت الانبار لان أهراء العجم كانت بها وكان أصحاب النعمان ابن المنذر يعطون أرزاقهم منها فلما رأى، أهل الانبار ما نزل بهم صالحوا خالدا على شيء رضى به، وقال يحيى بن أدم: ان الشعبي كان يقول لاهل الانبار عهد وعقد. وقال غيره: ليس لشيء من السواد عهد الا الحيرة، وأ ليس وبانقيا. وروى يحيى بن أدم: انه لا يصلح بيع أرض دون الجبل الا أرض «٤٢٨» بني صلوبا، وأرض الحيرة.
ثم أتى خالد عين التمر فألصق بحصنها وكانت فيه مسلحة للاعاجم فقاتله أهل الحصن وحصرهم خالد والمسلمون حتى فتحه عنوة وقتل وسبى ووجد في كنيسة هناك جماعة سباهم فكان من ذلك السبي حمران بن أبان بن خالد التمري، مولى عثمان بن عفان، وسيرين أبو محمد وأخوته، يحيى وانس ومعبد موالي انس بن مالك الانصاري، وأبو عمرة جد عبد الله بن عبد