العدل، والعدل ينتج التآلف، والتآلف ينتج الكرم، والكرم ينتج المؤانسة، والمؤانسة تنتج الصداقة، والصداقة تنتج البذل، والبذل والمؤساة توجب الذبّ والمحاماة، وفي ذلك اقامة السنة وعمارة الدنيا وهو موافق للطبيعة، وكفى بالطبيعة التي هي قوة الباري، ففي جميع الموجودات في أصلاح جميع الامور الفاسدة المضطربة، وطلب الذكر من غير جهته ينتج الحسد، والحسد ينتج الكذب، والكذب أصل المذام كلها، وان الكذب ينتج النميمة، والنميمة تنتج البغضاء، والبغضاء «٣٥» تنتج الجور، والجور ينتج «٣٦» التصادم، والتصادم ينتج الحقد، والحقد ينتج المنازعة، والمنازعة تنتج العداوة، والعداوة تنتج المحاربة، والمحاربة تنقض السنة وتذهب بالعمارة، وهذا مخالفة الطبيعة، ومخالفة الطبيعة فساد الامر كله، وقد ينازع النفس أيضا منازع غليظ المؤونة وهو الشهوة المفرطة، وينتج افراط الشهوة الميل الى البدن وتضييع اصلاح خواص النفس وقواها، فان الميل الى الجسد ينتج الاهتمام المفرط، وافراط الاهتمام ينتج البخل، والبخل ينتج محبة اليسار، وحب اليسار يدعوا الى النذالة، والنذالة تنتج الطمع، والطمع ينتج الخيانة، والخيانة أصل السرقة، والسرقة تهتك المروة، ومنها تنشى المحاربة التي الف بعدها بالحقيقة، والمحاربة أصل لنقض الدين وزوال التآلف، وخراب الدنيا وفناء عمارتها، وذلك مخالف لارادة الباري ومشيئته، وقد ينازع النفس أيضا منازع، ليست مؤونته بالسهلة وهو النهم لان النهم ينتج الدنأة، والدنأة تنتج سقوط الهمة، وسقوط الهمة تنتج الميل الى المحقرات، وذلك هتك كل فضلة، ومن هذه الافة تحدث الاوجاع العظيمة، والآلام المؤذية والاسقام المزمنة والفجور، وما