للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشبهه من الامور القبيحة. وكذلك القحة فانها من خواص الدوائر الغالب عليها سوء المزاج، وهي معدن الاوساخ التي تحارب الفكر وأصل لاكثر الرذائل.

وقال بعد ذلك انه قد يجب على الملك أن يختص بأحسن الخواص، وذلك انه علم يشار اليه، وأمام يؤتم به، وصغير العيب في الملك عظيم وكذلك الفضل منه ضوء كثير.

وكان معاوية ابن أبي سفيان يقول: ان الامور لترد عليّ فيطول بها نظري حتى أخاف ان احبس عقلي فاستجم عقلي «٣٧» بمحادثة العقلاء، تم أعاود النظر فيها وقد انقشعت عنه صبابة الحيرة، فاصدرها مصادرها.

وأخبرني سنان بن ثابت بن قرّة ان المعتضد بالله- وكفى به من الملوك فضلا وحزما- انه لما أراد بناء قصره في أعلى بغداد، على الموضع المعروف بالشماسية استزاد في الذرع بعد ان فرغ لها من تقدير جميع ما أراده للقصر، فسئل عما يريد ذلك له فذكر انه يريده ليبني فيه دورا «٣٨» ومساكن ومقاصير يرتب في كل موضع منها رؤساء كل صناعة، ومذهب من مذاهب العلوم النظرية والعملية ويجري عليهم الارزاق السنية ليقصد كل من اختار علما أو صناعة رئيس ما يختاره. فيأخذ عنه، ولو مد له في العمر حتى يفعل هذا لظهر فضل هذه الامة على جميع الامم، ورجوت أن يكون في تناهي هذا الفعل وحده، الى سائر الاجيال والملل المخالفة للاسلام «٣٩» ما يفت في أعضادهم وينل من عزمهم ويصد عن الوثبة، اذا فكروا فيها عزمهم هذا الى ما كان يستمر بذلك من فيض الحكمة وعمومها اذا أعان الملك عليها والقوة الشريفة بما يتفق من وجوه البصر فيها مراماة

<<  <   >  >>