السنة وأدخلُ في البدعة وأقربُ إلى إضلال الشيطان ...
إلى أن قال: والمقصود هنا أنَّ المشروع في ذكر الله سبحانه هو ذكره بجملة تامّة، وهو المسمّى بالكلام، والواحد منه بالكلمة، وهو الذي ينفع القلوب، ويحصل به الثواب والأجر، والقربُ إلى الله ومعرفتُه ومحبّتُه وخشيتُه، وغيرُ ذلك من المطالب العالية والمقاصد السامية، وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرًا أو مضمرًا فلا أصل له، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصّة والعارفين، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات، وذريعة إلى تصوُّرات فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد ... ، وجماع الدين أصلان: أن لا نعبد إلاّ الله ولا نعبده إلاّ بما شرع لا نعبده بالبدع"١. اهـ كلامه رحمه الله، وفيه من التحقيق والبيان ما لا يدَعُ مجالاً للتّردد في الأمر، والحقُّ أبلج.
إنَّ تكالب هؤلاء على هذه الأذكار المحدثة، التي لا أصل لها في دين الله، ولا أساس لها من شرعه، وتركهم في مقابل ذلك السُّنن الصحيحة، والأذكار الشرعيّة، ليثير في المسلم تساؤلات وتساؤلات، ما الذي حمل هؤلاء على الانصراف عن هدي النبيّ صلى الله عليه وسلم والرغبة عن سنّته، إلى أمورٍ ما أنزل الله بها من سلطان، وأذكارٍ ليس عليها في الشرع أيُّ دليل ولا برهان، ثمّ مع هذا يعظِّمونها غاية التعظيم ويفخِّمون شأنها، ويقلّلون من شأن الأدعية النبويّة والأذكار الشرعيّة التي كان يقولها سيِّد الخلق أجمعين، وخير الأنبياء والمرسلين، وإمام وقدوة المخبتين الذّاكرين، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.