للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٥ / الأَذْكَارُ الَّتِي تَطْرُدُ الشَّيْطَانَ

لقد وردَ في نصوص الكتاب والسُّنَّة أذكارٌ مباركةٌ وأدعيةٌ نافعةٌ تطرُدُ الشيطانَ وتباعدُه عن العبد المؤمن، ويكون بمواظبَته ومحافظته عليها في حصنٍ حَصين وحرزٍ مَكين يقيه ـ بإذن الله ـ من الشيطان الرجيم، فلا يَخلُصُ إليه ولا يَجد سبيلاً إلى إيذائه أو إغوائه؛ إذ لا سبيل للشيطان على المواظِب على ذِكر الله، المقبلِ على طاعة الله، وإنَّما سبيله على الذين يتَوَلَّونه، وسلطانه على الذين يُصغون إلى إغوائه ووساوسه ويطيعونه، ولهذا فإنَّ الحريَّ بالمؤمن أن يواظبَ على ما جاءت به الشريعةُ من أذكار وأدعية تَحمِي العبد من الشيطان وتقيه من كيده وشرِّه.

يقول الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} ١، ويقول تعالى: {وََإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ٢.

والاستعاذةُ هي طلب العوذ، يقال عُذت به واستعذت به أي: لَجأتُ إليه واستجرت به واعتصمتُ به، والاستعاذةُ بالله من الشيطان سؤالٌ لله وطلب منه سبحانه أن يعيذَ العبدَ من الشيطان، ويحميه منه ويقيه من شرِّه، ومَن استعاذ بالله أعاذه، ومَن اعتَصمَ به هُديَ إلى صراط مستقيم، وعليه فإنَّ الاستعاذةَ بالله تَطردُ الشيطانَ وتُحصنُ العبدَ.

روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم


١ سورة: المؤمنون، الآيتان (٩٧ ـ ٩٨) .
٢ سورة: فصلت، الآية (٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>