تحدّثنا فيما سبق عن فضائل كلمة التوحيد: لا إله إلا الله من خلال ما ورد من ذلك في القرآن الكريم، تلك الكلمة العظيمة التي لأجلها قامت الأرض والسماوات، وخُلقت جميعُ المخلوقات، وبها أُرسل الرسلُ، وأُنزلت الكتبُ، وشُرعت الشرائعُ، ولأجلها نُصبت الموازين، ووُضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وانقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار، والأبرار والفجّار، فهي منشأ الخلق والأمر، والثواب والعقاب، وهي الحق الذي أسست عليه الملّة ونُصبت القبلة، وعنها يُسأل الأولون والآخرون يوم القيامة، فلا تزول قَدَما عبدٍ بين يدي الله حتى يُسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسَلِين؟
فجواب الأولى: بتحقيق كلمة التوحيد لا إله إلا الله علماً وإقرارًا وعملاً.
وجواب الثاني: بتحقيق أنَّ محمدا رسول الله علماً وإقرارًا وانقيادًا وطاعةً١.
إنَّ فضائل كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله لا يُمكن لمخلوق عدُّها، إذ يترتّبُ عليها من الأجر والثواب والفوائد الجمّة في الدنيا والآخرة ما لا يخطر ببال ولا يدور في خيال، ولعَلِّي أستعرضُ جملةً من فضائل هذه الكلمة من خلال ما ورد من ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.