للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣ ـ ترويجُ أهل الباطل للأدعية الباطلة بالحكايات المُلفَّقة

سبق الكلامُ على أهميَّةِ الإخلاصِ في الدعاء وأنَّه شرطٌ هامٌّ من شروطِ قبوله، وأنَّ عدمَ إخلاصِه لله من أعظم الاعتداء والعدوان، والذُّلِّ والهوانِ، سواءٌ في ذلك مَن دعا غيرَ الله دعاءً مستقِلاًّ، أو جعله واسطةً بينه وبين الله، فإنَّ ذلك من أعظمِ الإثمِ وأشدِّ الضلال، والله يقول: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ الله مَن لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} ١.

وها هنا أمرٌ لا بدَّ من التنبيه عليه، وهو أنَّ طائفةً من الضُّلال من عُبَّاد القبور والأضرحة والقِباب ونحوها قد يلبِّسون على العوام وجهَّال الناس في هذا الباب بذكرِ بعض القصص والأخبار بأنَّ فلاناً دعا عند قبر فلانٍ فأُجيب، وأنَّ جماعاتٍ دعوا عند قبور جماعاتٍ من الأنبياء والصالحين فاستجيب لهم الدعاء، وكقولهم: إنَّ قبرَ فلان ترياقُ المجرِّبين، وزعمهم بأنَّه عند القبور تُقال العثراتُ، وتستجابُ الدعواتُ، وتتنزَّلُ الرحمات، وأنَّ بعضَهم رأى منامات في الدعاء عند قبور بعض الأشياخ، وجرَّب أقوامٌ استجابة الدعاء عند قبور معروفة، ونحو ذلك مِمَّا لبَّس به هؤلاء الضُّلاّل على بعض جُهال المسلمين، فصرفوهم بذلك عن التوحيد الخالص واليقين الصادق والثقة بالله إلى التعلُّق بالقبورِ والعكوفِ عندها والاستغاثةِ بأهلها ودعائِهم من دون الله.


١ سورة الأحقاف، الآية: (٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>