للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣ / شروط لا إله إلاّ الله

لقد تقدّم معنا ذكرُ شيء من فضائل كلمة التوحيد لا إله إلا الله التي هي خير الكلمات وأفضلُها وأجلُّها، وذِكرُ ما يترتّبُ عليها من أجورٍ كريمةٍ، وفضائلَ عظيمةٍ، وثمارٍ نافعةٍ في الدنيا والآخرة، لكن يجب على المسلم أن يعلمَ أنَّ لا إله إلا الله لا تُقبل من قائلها بمجرّد نطقه لها باللسان فقط، بل لا بدّ من أداء حقّها وفرضها، واستيفاء شروطها الواردة في الكتاب والسنة، وكلُّ مسلمٍ يعلم أنَّ كلَّ طاعةٍ يتقرّب بها إلى الله لا تُقبل منه إلا إذا أتى بشروطها، فالصلاة لا تُقبل إلا بشروطها المعلومة، والحج لا يُقبل إلا بشروطه، وجميع العبادات كذلك لا تُقبل إلاّ بشروطها المعلومة من الكتاب والسنة، وهكذا الشأن في لا إله إلا الله لا تُقبل إلا إذا قام العبد بشروطها المعلومة في الكتاب والسنة.

وقد أشار سلفُنا الصالح رحمهم الله إلى أهميّة العناية بشروط لا إله إلا الله ووجوب الالتزام بها، وأنَّها لا تُقبل إلا بذلك، ومن ذلك ما جاء عن الحسن البصري رحمه الله: أنَّه قيل له: إنَّ ناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال لا إله إلا الله فأدّى حقّها وفرضَها دخل الجنة.

وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددتَّ لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة. فقال الحسن: نِعمَ العُدّة، لكن للا إله إلا الله شروطاً فإياك وقذف المحصنات.

وقال وهب بن منبه لمن سأله: أليس مفتاح الجَنَّة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن أتيت بمفتاح له أسنان

<<  <  ج: ص:  >  >>