للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٥ / مَا يُقَالُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الهِلاَلِ

لقد ورد في السُّنَّة دعاءٌ يُستحبُّ للمسلم أن يقوله عند رؤية الهلال من كلِّ شهر، فيه سؤال الرَّبِّ سبحانه أن يجعل هذا الشهر الذي هلَّ هلالُه شهرَ يُمن وإيمان وسلامة وإسلام، وهي دعوةٌ مباركةٌ يحسن بالمسلم أن يدعو بها كلَّما رأى الهلال.

روى الترمذي عن طلحة رضي الله عنه: "أَنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا رَأَى الهِلاَلَ قَالَ: اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، رَبِيَ وَرَبُّكَ اللهُ"١.

وقبل الدخول في معاني هذه الدعوة المباركة، لنقف قليلاً نتأمَّل في هذه الآية الباهرة الدَّالَّة على عظمة الرَّبِّ سبحانه وكمال قُدرته، يقول ابن القيم رحمه الله: "وانظر إلى القمر وعجائب آياته، كيف يُبديه الله كالخيط الدَّقيق، ثم يتزايد نورُه ويتكامل شيئاً فشيئاً كلَّ ليلة حتى ينتهي إلى إبداره وكماله وتمامه، ثمَّ يأخذ في النقصان حتى يعود على حالته الأولى؛ ليظهر من ذلك مواقيتُ العباد في معاشهم وعباداتهم ومناسكهم، فتميَّزت به الأشهر والسنون، وقام به حسابُ العالم مع ما في ذلك من الحكَم والآيات والعبر التي لا يُحصيها إلاَّ الله"٢. اهـ.

وقد عدَّ الله في القرآن الكريم هذا ضمن آياته العظام وبراهينه الجسام، يقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ


١ سنن الترمذي (رقم:٣٤٥١) ، وحسَّنه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (رقم:٤٧٢٦) .
٢ مفتاح دار السعادة (٢/٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>