إنَّ من الأمور المهمَّة التي ينبغي أن يلحظها المسلمُ في الدعاء، بل قد عدَّه بعضُ أهل العلم في جملة آداب الدعاء العنايةَ بالدعاء للمسلمين بالتوفيق والمغفرة والرحمة والإعانة على الخير؛ إذ إنَّ الجميعَ مشتركون في الحاجة إلى ذلك، وما من ريب أنَّ كلَّ مسلمٍ يحبُّ من إخوانِه المسلمين أن يدعوا له، ويُسَرُّ بذلك، ويتمنى زيادته، والمسلمُ يُحبُّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه من الخير، فكما أنَّه يحبُّ ذلك لنفسه فينبغي أن يكون معتنياً بذلك تجاه إخوانه المسلمين بحب الخير لهم، والدعاء لهم، والاستغفار ونحو ذلك، ومَن كان هذا شأنُه مع إخوانه المسلمين قيَّض الله له من إخوانه من يدعون له ويستغفرون له، والمسلم ينتفع بدعوة أخيه المسلم حيًّا وميِّتاً.
وإذا نظر المسلمُ إلى أحوال إخوانه المسلمين وجدها أحوالاً متفاوتة، وكلُّ واحد منهم بحاجة إلى دعاءِ إخوانه، فذاك مريضٌ يعاني من المرض ويُكابد آلامَه، ولربما يكون قد أمضى في مرضه الأسابيعَ العديدة أو الشهورَ الطويلة، وقد لا يغمض له جفن، ولا يهدأ له بالٌ في آلامٍ متعبة وأوجاع مؤلمة، فهو بحاجة إلى دعاء إخوانه المسلمين له بأن يشفي الله مرضَه، ويزيل بأسه، ويفرج همَّه، ويكشف كربَه، ويُلبسَه ثوبَ الصحة والعافية.
روى أبو داود والترمذي، وقال:" حسن "، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن عاد مريضاً لَم يحضر أجلُه فقال