للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده سبعَ مرَّات: أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يشفيك إلاَّ عافاه الله "١.

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض يدعو له قال: اللَّهمَّ ربَّ الناس أذهب الباس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلاَّ شفاؤك، شفاءً لا يغادر سُقماً "٢.

ومن المسلمين مَن اخترمته المنيَّةُ وأدركه الموتُ، فهو في قبره محتَجزٌ، وبأعماله مرتَهن، وبما قدَّمت يداه مجزيٌّ، فهو بحاجة إلى دعاء إخوانه المسلمين بأن يُقيلَ الله عثرتَه، ويغفرَ زلَّتَه، ويتجاوزَ عن خطيئته، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٣، قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: " هذا شاملٌ لجميع المؤمنين ينتفع بعضهم ببعض، ويدعو بعضهم لبعض بسبب المشاركة في الإيمان المقتضي لعقد الأخوة بين المؤمنين التي من فروعها أن يدعو بعضُهم لبعض وأن يحبَّ بعضُهم بعضاً، ولهذا ذكر الله في هذا الدعاء نفيَ الغلِّ عن القلب، الشامل لقليله وكثيره، الذي إذا انتفى ثبت ضدُّه وهو المحبَّةُ بين المؤمنين والموالاةُ والنصحُ ونحوُ ذلك ممَّا هو من حقوق المؤمنين ... "٤.


١ سنن أبي داود (رقم:٣١٠٦) ، وسنن الترمذي (رقم:٢٠٨٣) ، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (رقم:٦٣٨٨) .
٢ صحيح البخاري (رقم:٥٦٧٥) ، وصحيح مسلم (٤/١٧٢٢) .
٣ سورة الحشر، الآية: (١٠) .
٤ تيسير الكريم الرحمن (٨/١٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>