للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المسلمين مَن يعيشون في بلدانهم في فتن مؤرقة، وحروبٍ مهلكة، وبلاء شديد، قد تسلَّط عليهم عدوُّهم، فأُريقت فيهم الدماء، ورُمِّلت النساء، ويُتِّمَ الأطفالُ، ونُهبت الأموالُ، وهم بحاجة إلى الدعاء لهم بأن يُنفِّسَ اللهُ كربَهم، ويفرج هَمَّهم، ويكبِتَ عدوَّهم، وينشرَ الأمنَ والاطمئنانَ بينهم، وقد كان من هدي النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم القنوتُ في النوازل التي تنزل بالمسلمين، فيدعو للمسلمين بالنصر والنجاة، ولعدوِّهم بالهزيمةِ والهلاك، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: " أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قنتَ في صلاة العَتَمَةِ شهراً يقول في قنوته: اللَّهمَّ أنْجِ الوليدَ بن الوليد، اللَّهمَّ أنْجِ سلمةَ بنَ هشام، اللَّهمَّ أنْجِ عيَّاشَ بن أبي ربيعة، اللَّهمَّ أنْجِ المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمَّ اشدد وطأتَك على مُضر، اللَّهمَّ اجعلها عليهم سنينَ كسِني يوسف، قال أبو هريرة: وأصبح ذات يوم فلم يدعُ لهم، فذكرتُ ذلك له، فقال: أَوَما تراهم قد قَدِموا "١.

وثبت في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " قنتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على رِعْلٍ وذكوان ويقول: عُصيَّة عَصت الله ورسولَه "٢.

وكذلك قنوتُ أبي بكر الصديق رضي الله عنه في محاربة الصحابة لمسيلمة الكذاب، وعند محاربة أهل الكتاب، وكذلك قنوتُ عمر بن


١ صحيح البخاري (رقم:٨٠٤) ، وصحيح مسلم (١/٤٦٧) ، واللفظ له.
٢ صحيح البخاري (رقم:٤٠٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>