للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧١ / مَا يُقَالُ عِنْدَ العُطَاسِ، وما يُفعل عند التثاؤب

الحديث هنا عِمَّا يُقال عند العُطاس وما يُفعل عند التثاؤب، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذا قَالَ: هَاء، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ"١.

والحكمةُ في الحمد عند العُطاس أنَّ العاطس ـ كما يقول ابن القيِّم ـ: قد حصل له بالعطاس نعمةٌ ومنفعةٌ بخروج الأبخرة المحتقنة في دِماغه، التي لو بقيتْ فيه أحدثت له أدواءً عسيرةً، ولهذا شُرع له حمدُ الله على هذه النِّعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة التي حصلت للبدن، فلله الحمدُ كما ينبغي لكريم وجهه وعزّ جلالُه٢.

وقد تقدَّم في الحديث أنَّ اللهَ يُحبُّ العطاسَ وذلك لما فيه من النَّفع والخيرِ للإنسان ولِما يترتَّبُ عليه من حمدٍ وثناءٍ ودعاءٍ.

وأمَّا التثاؤُبُ فإنَّ اللهَ لا يحبُّه لأنَّه من الشيطان ولأنَّه في الغالب لا يكون إلاَّ مع ثِقل البدن وامتلائه واسترخائه وميله إلى الكسل، والمسلمُ مأمورٌ بكظمه ما استطاع، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "التَّثاؤُب من الشَّيْطان، فإذا تَثَاءَبَ أحدُكم فلْيَرُدَّه ما استطَاعَ، فإنَّ أحدَكم إذا قال: ها، ضَحِكَ منه الشيطان" وفي لفظ لمسلم: "فإذا تَثاءَبَ


١ صحيح البخاري (رقم:٦٢٢٣) .
٢ انظر: زاد المعاد (٢/٤٣٨ ـ ٤٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>