أمَّا إذا لَم يبلغ ببدعته حدَّ الكفر، فالسلامُ عليه جائزٌ ابتداءً وردًّا ما دام أنَّ الإسلامَ وهو موجبُ استحقاقه للسلام موجودٌ فيه، وهكذا الشأن في العُصاة من أهل الإسلام.
وإنَّما يُشرع تركُ السلام على هؤلاء في بعض الأحوال إذا كان في تركه تحصيلُ مصلحة راجحة أو دفع مفسدةٍ متحقَّقة، كأن يَترك السلام عليهم تأديباً لهم أو زَجراً لغيرهم، أو صيانة لنفسه من التأثُّر بهم أو غير ذلك من المقاصد الشرعية.
وأمَّا التهاجرُ والتقاطعُ وتركُ السلام بلا سبب شرعيٍّ فهو أمر لا يُحبُّه الله من عباده، ونسأل الله أن يجمع المسلمين على الحقِّ والهدى، وأن يُؤلِّفَ بين قلوبهم على البِرِّ والتقوى، وأن يهدينا جميعاً سواءَ السبيل.