للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدُكم فَلْيَكْظِِمْ ما اسْتَطَاع"١.

وقولُه: "فليكظِم ما استطاع" هذا يكون بمحاولة منع حصولُ التثاؤب، فإن لَم يتمكَّن من ذلك يحاول إغلاقَ فمه عند حصوله، فإن لَم يتمكَّن من ذلك وضع يده أو طرف لباسه على فمه.

ولا يليقُ بالمسلم أن يتثاءب مفتوحَ الفم دون وضع يدِه أو شيءٍ من لباسِه على فيه، فإنَّ هذا إضافةٌ إلى ما فيه من قبحٍ في الهيئة والمنظر فإنَّه ذريعةٌ وسبيلٌ لدخول الشيطان. فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تَثَاءَبَ أحدُكم فليُمْسِك بيَده على فِيهِ، فإنَّ الشيطانَ يَدْخُلُ"٢، والتعوُّذ بالله من الشيطان عند التثاؤُب لَم يثبت فيه دليلٌ، لكن إن تذكَّر المسلم عند التثاؤُب أنَّ ذلك من الشيطان وتعوَّذ بالله منه فلا حرج في ذلك ما لَم يتَّخذْه سنَّةً.

وأمَّا فيما يتعلَّقُ بالعُطاس فقد جاءت السنَّةُ بجملةٍ من الآداب والأحكام العظيمة التي يحسُن بالمسلم مراعاتُها والعنايةُ بها وهي من جمال هذه الشريعة وكمالها، ووفائها بكلِّ شؤون الإنسان وجميع أحواله.

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ"٣، أَيْ: شَأْنُكُمْ.


١ صحيح البخاري (رقم:٣٢٨٩) ، وصحيح مسلم (رقم:٢٩٩٤) .
٢ صحيح مسلم (رقم:٢٩٩٥) .
٣ صحيح البخاري (رقم:٦٢٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>