للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"من رُزِقَهُنَّ عند موته لم تمسَّه النَّار".

وقال الترمذي حديث حسن، وصحّحه الحاكم ووافقه الذّهبي، وقال الشيخ الألباني حفظه الله: وهو حديث صحيح١.

ـ ومن فوائده: أنّ كثرةَ ذكر عز وجل وسلم أمانٌ من النِّفاق، فإنّ المنافقين قليلو الذِّكر لله عز وجل، قال الله تعالى في المنافقين: {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً} ٢.

قال كعب: "من أكثر ذكرَ الله عز وجل برئ من النِّفاق".

ولعلّه لأجل هذا ختم اللهُ سورة المنافقين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ} ٣.

فإنّ في ذلك تحذيرًا من فتنة المنافقين الّذين غَفَلوا عن ذكر الله عز وجل فوقَعُوا في النِّفاق والعياذُ بالله.

وقد سُئِل عليُّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه عن الخوارج: منافقون هم؟ فقال: "المنافقون لا يذكرون اللهَ إلاّ قليلاً".

فهذا من علامة النِّفاق، قلَّةُ ذكر الله عز وجل، وعلى هذا فكثرة ذكره تعالى أمانٌ من النِّفاق، واللهُ عز وجل أكرمُ مِن أن يبتلي قلبًا ذاكرًا بالنِّفاق، وإنّما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل.


١ سنن ابن ماجه (٣٧٩٤) ، وسنن الترمذي (رقم:٣٤٣٠) ، وصحيح ابن حبان (رقم:٨٥١) ، ومستدرك الحاكم (١/٥) ، والسلسلة الصحيحة (رقم:١٣٩٠) .
٢ سورة النساء، الآية: (١٤٢) .
٣ سورة المنافقون، الآية: (٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>