وفي حديث عبد الله بن بُسر رضي الله عنه الذي خرّجه الترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم قال: جاء أعرابيٌّ فقال: يا رسول الله كثُرت عليّ خلالُ الإسلام وشرائعه، فأخبرني بأمرٍ جامعٍ يكفيني. قال:"عليك بذكر الله تعالى". قال: ويكفيني يا رسول الله؟ قال:"نعم، ويفضل عنك"١.
فدلّه الناصح صلى الله عليه وسلم على شيء يعينه على شرائع الإسلام والحِرص عليها، والاستكثار منها، فإنَّه إذا اتّخذ ذكرَ الله تعالى شعارَه، أحبّه وأحبَّ ما يحبّ، فلا شيء أحبُّ إليه من التقرّب بشرائع الإسلام، فدلّه صلى الله عليه وسلم ما يتمكّن به من شرائع الإسلام، وتسهلُ به عليه، فالذِّكرُ من أكبرِ العونِ على طاعة الله، فإنَّه يحبّبُها إلى العبد ويسهِّلها عليه، ويلذِّذُها له بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجده الغافلُ، ثم هو أيضاً يسهل الصعبَ، وييسِّرُ العسيرَ، ويخفّفُ المشاقَّ، فما ذُكر اللهُ على صعبٍ إلا هانَ، ولا على عسيرٍ إلا تيسَّرّ، ولا مشقّةٍ إلا خفَّت، ولا شدّةٍ إلا زالت، ولا كُربَةٍ إلا انفرجت، فذكرُ الله هو الفرجُ بعد الشدّةِ، واليسرُ بعد العسرِ، والفرحُ بعد الغمِّ، فاللهم إياك نسأل، وبأسمائك وصفاتكَ نتوسّل أن تجعلنا من عبادِك الذاكرين، وأن تعيذَنا برحمتكَ من سبيل المُعرِضين الغافلين، إنَّك على كلِّ شيء قدير.
١ سنن الترمذي (رقم:) ، وسنن ابن ماجه (رقم:٣٧٩٣) ، ومستدرك الحاكم (١/٤٩٥) .