للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقصانه"، والآثار عنهم في هذا المعنى كثيرةٌ١.

إنَّ مجالسَ الذِّكر هي رياضُ الجنّة في الدنيا، روى الإمام أحمدُ والترمذي وغيرُهما، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مررتم برياض الجنّة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنّة؟ قال: حِلَقُ الذِّكر "٢.

ورواه ابن أبي الدنيا والحاكم وغيرُهما، من حديث جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيُّها النَّاس ارتعوا في رياض الجنّة، قلنا: يا رسول الله وما رياض الجنّة؟ قال: مجالس الذِّكر ثمّ قال: "اغدوا وروحوا واذكروا، فمن كان يحبُّ أن يعلم منزلته عند الله، فلينظر كيف منزلةُ الله تعالى عنده، فإنّ الله تعالى يُنزل العبدَ منه حيث أنزله من نفسه"٣.

وهو حسنٌ بهذين الطريقين المذكورين٤.

قال ابن القيِّم رحمه الله: "من شاء أن يسكن رياض الجنّة في الدنيا فليستوطن مجالس الذِّكر، فإنّها رياض الجنّة"٥.

ومجالس الذِّكر هي مجالسُ الملائكة، فليس من مجالس الدنيا لهم


١ سنن الترمذي (رقم:) ، وسنن ابن ماجه (رقم:٣٧٩٣) ، ومستدرك الحاكم (١/٤٩٥) .
١ انظر كثيراً من هذه الآثار مخرّجة في كتاب "زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه" لعبد الرزاق البدر (ص:١٠٦ وما بعدها) .
٢ المسند (٣/١٥٠) ، وسنن الترمذي (رقم:٣٥١٠) .
٣ المستدرك (١/٤٩٤) .
٤ وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم:٢٥٦٢) .
٥ الوابل الصيب (ص:١٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>