للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ الذي سَمَكَ السماءَ بنى لنا ... بيتاً دعائمُه أَعَزُّ وأطولُ

معناه: أعز عزيز، وأطول طويل"١. اهـ.

والصواب من هذين القولين اللذين ذكرهما رحمه الله هو الثاني، بمعنى أن يكون اللهُ عند العبد أكبرَ من كلِّ شيء، أي لا أكبرَ ولا أعظمَ منه، أما الأول فهو غيرُ صحيحٍ وليس هو معنى الله أكبر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "التكبير يُراد به أن يكون (الله) عند العبد أكبر من كلِّ شيء، كما قال صلى الله عليه وسلم لعديِّ بن حاتم: "يا عديّ ما يُفرُّك؟ أيُفرُّك أن يُقال: لا إله إلا الله؟ فهل تعلم مِن إله إلاّ الله؟ يا عديّ ما يفرُّك. أيُفرُّك أن يقال: الله أكبر؟ فهل من شيء أكبر من الله؟ "، وهذا يُبطل قولَ من جعل أكبر بمعنى كبير"٢. اهـ.

وحديث عديٍّ هذا رواه الإمام أحمد والترمذي وابن حبان وغيرهم بإسناد جيّد٣.

وبه يتبيّن أن معنى الله أكبر أي من كلِّ شيء، فلا شيء أكبرُ ولا أعظمُ منه، ولهذا يُقال إنَّ أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال هي: الله أكبر، أي صِفْهُ بأنّه أكبرُ من كلِّ شيء، قال الشاعر:

رأيتُ الله أكبر كلِّ شيء ... محاولةً وأكثرهم جنوداً٤


١تهذيب اللغة (١٠/٢١٤) .
٢ الفتاوى (٥/٢٣٩) .
٣ المسند (٤/٣٧٨) ، وسنن الترمذي (٢٩٣٥م) ، وصحيح ابن حبان (الإحسان) (رقم:٧٢٠٦) .
٤ انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٠/٢٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>