للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كريمٌ يستحيي مِن عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صِفْراً "١، أي: خالية.

وفي حديث النزول الإلهي يقول صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلث الليل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيَه، مَن يستغفرني فأغفرَ له " ٢، وهو حديث متواتر رواه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم جمعٌ من الصحابة بلغ عددُهم ثمانية وعشرين صحابياً.

وجاء في الحديث القدسي في بيان منزلة أولياء الله المتقين عند الله، أنَّ اللهَ تبارك وتعالى يقول: " مَن عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ ممَّا افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنتُ سَمْعَه الذي يَسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يَبطِش بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه ولئن استعاذ بي لأعيذنَّه ... "، رواه الإمام البخاري في صحيحه٣.

إنَّ هذه الأحاديث وما جاء في معناها تدلُّ أبين دلالة على أنَّ الله تبارك وتعالى لا يردُّ مَن سأله من عباده المؤمنين، ولا يخيب مَن رجاه، لكن قد استُشكل هذا، كما ذكر الحافظ ابن حجر بأنَّ جماعةً من


١ سنن أبي داود (رقم:١٤٨٨) ، وسنن الترمذي (رقم:٣٥٥٦) ، وصحيح ابن حبان (رقم:٨٧٦) ، وفتح الباري (١١/١٤٣) .
٢ صحيح البخاري (رقم:١١٤٥) ، (٦٣٢١) ، (٧٤٩٤) ، وصحيح مسلم (رقم:٧٥٨) .
٣ صحيح البخاري (رقم:٦٥٠٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>