للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أخبر الصادقُ المصدوق في هذه الأحاديث أنَّه لا بدَّ في الدعوةِ الخالية من العدوان من إعطاء السُؤل معجَّلاً أو مثلِه من الخير مؤجَّلاً أو يصرفُ عنه من السوء مثله، وبهذا يتبيَّن أنَّ إجابةَ الداعي في سؤاله أعمُّ من إعطائه عينَ المسؤول.

فهذا هو جواب الاستشكال السابق، وقد ذكر أهل العلم أيضاً جوابين آخرين:

أحدهما: أنَّ إجابةَ الداعي لَم تضمَّن عطيَّة السؤال مطلقاً، وإنّما تضمَّنت إجابة الداعي، والداعي أعمُّ من السائل، وإجابةُ الداعي أعمُّ من إعطاء السائل كما تقدَّم معنا في حديث النزول التفريق بينهما بقوله سبحانه: " مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه "، ففرق بين الداعي والسائل، وبين الإجابة والإعطاء، لكن الاستشكال مع هذه الإجابة قائمٌ من جهة أنَّ السائلَ أيضاً موعودٌ بالإعطاء كما في الحديث المتقدِّم.

الجواب الثاني: أنَّ الدعاءَ في اقتضائه الإجابة شأنه كسائر الأعمال الصالحة في اقتضائها الإثابة، فالدعاءُ سببٌ مقتضٍ لنيل المطلوب والسبب له شروط وموانع، فإذا حصلت شروطه وانتفت موانعه حصل المطلوب، وإلاَّ فلا يحصل ذلك المطلوب، كما هو الشأن في قبول الأعمال الصالحة والكلمات الطيِّبة، وللموضوع صلة

<<  <  ج: ص:  >  >>