للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأشار صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث إلى آداب الدعاء وإلى الأسباب التي تقتضي إجابته وإلى ما يمنع من إجابته، والحديث فيه دلالةٌ عظيمةٌ وإشاراتٌ نافعةٌ في هذا الباب سيأتي بيانُها لاحقاً إن شاء الله.

ومِمَّا يدلُّ على أنَّ الدعاءَ متوقِّفٌ في قبوله على وجود شروط وانتفاء موانع، ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يُستجاب لأحدكم ما لَم يعجَل، يقول: دعوتُ فلم يُستجب لي "١.

وثبت في صحيح مسلم عنه رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال يُستجاب للعبد ما لَم يدعُ بإثمٍ أو قطيعة رحِم ما لَم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوتُ، وقد دعوتُ فلم أَرَ يستجيبُ لي، فيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، ويَدعُ الدعاءَ "٢.

وفي المسند بإسناد جيِّد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال العبدُ بخير ما لَم يستعجل، قالوا: يا رسول الله كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوتُ ربِّي فلم يستجب لي "٣.

فاستعجالُ الإجابةِ آفةٌ من الآفات تمنع ترتُّبَ أثر الدعاء عليه، حيث إنَّ المستعجلَ عندما يستبطئ الإجابةَ يستحسرُ ويدعُ الدعاءَ، ويكون


١ صحيح البخاري (رقم:٦٣٤٠) ، وصحيح مسلم (رقم:٢٧٣٥) .
٢ صحيح مسلم (رقم:٢٧٣٥) .
٣ المسند (٣/١٩٣، ٢١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>