للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس فيها إلاَّ الخير والصلاح والسلامة في الدنيا والآخرة، روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خفَتَ فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إيّاه، قال: نعم كنت أقول: اللَّهمَّ ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا قلت: اللهمّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النّار، قال: فدعا اللهَ له فشفاه "١.

فجمع له صلوات الله وسلامه عليه في هذا الدعاء العظيم الذي أرشده إليه بين خيري الدنيا والآخرة والسلامة فيهما من جميع الشرور.

ومن ذلك أيضاً أنَّ الصحابةَ رضي الله عنهم كانوا ينكرون على من يسمعون منه المخالفة لهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الذِّكر والدعاء والأمثلة على ذلك عنهم كثيرة منها: ما رواه الترمذي والحاكم عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: " أنَّه سمع رجلاً عطس فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقال له، ما هكذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قال: إذا عطس أحدكم فليحمد الله، ولم يقل وليصلّ على رسول الله "٢.


١ صحيح مسلم (رقم:٢٦٨٨) .
٢ سنن الترمذي (رقم:٢٧٣٨) ، والمستدرك (٤/٢٦٥) ، وصححه العلاَّمة الألباني رحمه الله في الإرواء (٣/٢٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>