للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أمثلة هذا النوع قوله تعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصَّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} إلى آخر السورة، فقدَّم بين يدي الدعاء وهو قوله: {اهْدِنَا الصَّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} الثناءَ على الله بذِكر أسمائه الحسنى العظيمة، ومِن ذلك أيضاً قولُ الداعي: يا رحمن ارحمني، أو يا غفور اغفر لي، أو يا رزاق ارزقني، ونحو ذلك من التوسلات إلى الله بأسمائه الحسنى.

ثانياً: التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحةِ التي يقوم بها العبدُ، كأن يتوسَّل إلى الله بالإيمان به وطاعته واتِّباع رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبَّته، ومن هذا النوع قولُ الله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ١، وقوله: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} ٢، ومِن ذلك توسُّل النفر الثلاثةِ بأعمالهم عندما انطبقت عليهم الصخرة وهم في الغار، فاستجاب الله دعاءَهم وفرج همَّهم، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: " بينما ثلاثة نَفَرٍ يتَمَشَّوْنَ أخذَهم المطرُ، فأَوَوا إلى غار في جبل فانحطت على فمِ غارِهم صخرةٌ من الجبل، فانطبقت عليهم، فقال بعضُهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتُمُوها صالحةً


١ سورة آل عمران، الآية: (١٦) .
٢ سورة آل عمران، الآية: (١٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>