للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للخَلق، كما أنَّ كيفيةَ ذاتِه مجهولةٌ لهم، وليس لأحدٍ أن يخوضَ في شيء من صفات الله ـ لا النزول ولا غيره ـ بتحريف أو تعطيل، أو تكييف أو تمثيل.

والحديثُ دليلٌ على فضلِ هذا الوقتِ المباركِ، وأنَّه أفضلُ أوقات الدعاء والاستغفار والإقبال على الله بالسؤال، وأنَّ الدعاءَ في ذلك الوقت مستجابٌ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجُّه والتقرُّب والرِّقةِ ما لا يوجد في غير ذلك الوقت، وهذا مناسبٌ لنزوله إلى سماء الدنيا، وقوله: هل من داعٍ، هل من سائل، هل من تائب "١. اهـ كلامُه رحمه الله.

ومِن الأوقات الفاضلة التي يُستجابُ فيها الدعاء الساعةُ التي في يوم الجمعةِ، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكَر يومَ الجمعة فقال: " فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ قائمٌ يصلِّي يسأل الله تعالى شيئاً إلاَّ أعطاه إياه، وأشار بيده يُقلِّلُها "٢.

وقد اختلف أهلُ العلم في تعيين هذه الساعةِ على أقوالٍ عديدةٍ تُقارب الأربعين قولاً، إلاَّ أنَّ أقواها وأقرَبَها للدليل قولان:

أحدهما: أنَّها ما بين جلوس الإمام على المنبر إلى حين فراغه من الصلاة، وحُجَّةُ هذا القول حديثُ أبي بُردة بن أبي موسى الأشعريِّ: أنَّ عبدَ الله بنَ عمر قال له: أَسَمِعتَ أباك يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في


١ مجموع الفتاوى (٥/١٣٠ ـ ١٣١) .
٢ صحيح البخاري (رقم:٩٣٥) ، وصحيح مسلم (رقم:٨٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>